[center][size=18]
اِقرأ : أسرار الذنوب
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يسأل المؤمن نفسه لماذا أُذنب , و من خلال استماعي لبعض العلماء في ذلك و من خلال التأمل و التفكر بآيات القرآن العظيم أستخلص ضمن حدود إمكانيتي المتواضعة هذا الموضوع الهام .
صحيح أن من أهم الأسباب هو
1- عدم المبالاة .
2- قلة الصبر و ضعف مجاهدة النفس .
3- سوء الخلق و الإحباط و القنوط .
4- الجهل و الابتعاد عن التعلم, و عن قراءة القرآن, و الفراغ .
5- التربية غير السليمة و المحيط الفاسد و أصحاب السوء :
إذ لا يمكن لشخص تربى في عائلة فاسدة أو حتى غير متدينة و يعيش في محيط غير متدين أن يصبح مباشرة لا يذنب أبداً بمجرد أنه أراد ذلك , هو يحتاج إلى الوقت و إلى جهد مضاعف أضعافاً كثيرة- حسب درجة الفساد - عما لو كان قد تربى في عائلة صالحة متدينة عالمة بأمور الدين و الفقه , و يعيش في وسط المؤمنين و العلماء.
و لكن هناك ثمة سبب أهم من تلك الأسباب : قد تجد شخصاً تربى تربية جيدة متدينة و هو متدين لكنه يذنب ؟ لماذا ؟ السبب هو :
علاقة الإنسان مع الله تعالى , لأن الله هو الذي يبعدنا عن الذنوب و يلهمنا الصبر و التعلم و يوفقنا لما يحبه ويرضاه . ما هي تلك العلاقة ؟
1 - يقينه بالله تعالى , و بوحدانيته و عظمته و أنه أرحم الراحمين و تضرعه لله عز وجل و دعاؤه و خشوعه و حبه لله تعالى وصدقه مع الله تعالى و مع نفسه و الرضى بكل ما يقضيه الله تعالى و بما أمر به و بما قسمه له , و الطاعة و الخضوع الكامل, و الظن الحسن بالله , و لعل البكاء من خشية الله تعالى هو من أهم ما يقرب المرء لله تعالى لما فيه فوائد عظيمة في التواضع لله تعالى و مغفرة الذنوب و رقة القلب والصدق مع الذات و غير ذلك ...( راجع الأحاديث القدسية التي يأمر فيها الله تعالى نبيه عيسى(ع) بالبكاء والذكر و الدعاء.. )
2 – عندما يتحقق السبب الأول لا بد أن يهدي الله تعالى هذا الإنسان للإيمان بخير الأنام الرسول الأعظم محمد ( ص ) و إلى حبه له.
3 – عندما يتحقق ذلك بشكل كامل دون عيوب سيهديه الله إلى الإيمان بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و إلى حبه له . و هكذا لكل أهل البيت و الأئمة عليهم السلام . (راجع فوائد و فضائل حب أمير المؤمنين و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين عليهم السلام ).
عندما يتحقق ذلك بشكل كامل دون أي نقص أو عيب أعتقد أن الله تعالى سيهدي هذا الشخص إلى التوبة و الأعمال الصالحة وإلى الصبر و التعلم و هكذا حتى الوصول إلى كماله الذاتي الذي قدره الله عز و جل له .
و كلما ازدادت النواقص في تلك العلاقة ابتعد عن تحقيق كماله الذاتي و قد يدخل الجنة مؤمن يشعر بشيء من الحسرة لأنه لم يسع إلى تحقيق ذلك الكمال الذاتي و خسر مقاماً أعلى عند الله تعالى .
الف تحييييه[/center]
[/size]